دراسة مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم
أولا : القراءة التوجيهية :
1- تقديم حول المسرح :
أ- تعريف المسرح والمسرحية :المسرح هو فن التشخيص والتمثيل أمام الجمهور ، وشكل من أشكال التعبير الفني يتخذ من الحوار وسيلة للتعبير والتواصل. والمسرحية باعتبارها نصا حواريا تحكي قصة من خلال الحوار بين شخصياتها التي تتقمص أدوارا متنوعة .
ب- أنواع المسرح :
- المسرح التراجيدي والدراما الجادة
- المسرح الكوميدي والدراما السوداء
- مسرح العرائس
- المسرح التجريبي
- المسرحيات الموسيقية
- المسرح الغنائي الدرامي (الأوبرا)
2- التعريف بالكاتب :
مراحل من حياته : | أعماله ومؤلفاته : |
- ولد توفيق الحكيم بالاسكندرية سنة 1898 - التحق بالمدرسة الحكومية في السنة السابعة من عمره - انتقل نحو القاهرة بعد إكمال تعلمه الابتدائي ليواصل تعلمه بالثانوي. - التحق بعد حصوله على الباكالوريا بكلية الحقوق نزولا عند رغبة والده الذي أراده أن يكون قاضيا أومحاميا. - سافر إلى فرنسا لنيل شهادة الدكتوراه ، ولكنه لم يحصل عليها ، لأن ميوله اتجه نحو المجال الفني والجمالي. - زار توفيق الحكيم المسارح الفرنسية ، ودار الأوبرا ، واكتسب من خلال تردده عليها ثقافة أدبية وفنية واسعة. - عاد الحكيم إلى مصر وعمل في محاكمها وكيلا للنائب العام ثم انتقل إلى وزارة المعارف ومنها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية. - استقال توفيق الحكيم من الوظيفة العمومية سنة 1934 ليعمل في جريدة أخبار اليوم التي نشر بها سلسلة من مسرحياته. - في سنة 1951 عاد إلى الوظيفة العمومية من جديد وعين مديرا لدار الكتب الوطنية. - في سنة 1959 قصد باريس ليمثل بلده بمنظمة اليونسكو. - في سنة 1960 عاد إلى القاهرة من جديد ليستأنف عمله السابق - منحته الحكومة المصرية أكبر وسام وهو "قلادة الجمهورية" تقديرا لمجهوداته في مجال الفن والأدب - توفي سنة 1987. |
* خلف توفيق الحكيم أعمالا كثيرة نذكر منها : - محمد صلى الله عليه وسلم (سيرة حوارية) - عودة الروح (رواية) - أهل الكهف (مسرحية) - شهرزاد (مسرحية) - يوميات نائب في الأرياف (رواية) - عصفور من الشرق (رواية) - تحت شمس الفكر (مقالات) - أشعب (رواية) - عهد الشيطان (قصص فلسفية) - حماري قال لي (رواية) - براكسا أو مشكلة الحكم (مسرحية) - راقصة المعبد (روايات قصيرة) - حمار الحكيم (رواية) - سلطان الظلام (قصص سياسية) - من البرج العاجي (مقالات قصيرة) - تحت المصباح الأخضر (مقالات) - سليمان الحكيم (مسرحية) - الرباط المقدس (رواية) - الملك أوديب (مسرحية) - فن الأدب (مقالات) - الطعام لكل فم (مسرحية) - ثورة الشباب (مقالات) - أدب الحياة (مقالات) |
3- ملاحظة عتبات المؤلف :
1- العنوان :
- تركيبيا : يتكون عنوان المؤلف من كلمتين (أهل+كهف) تكونان فيما بينهما مركبا إضافيا ، وهو عبارة عن خبر لمبتدأ محذوف تقديره : “ هؤلاء أهل الكهف “.
- معجميا : ينتمي العنوان إلى المجال التاريخي لأنه يحيل على مرحلة تاريخية قديمة حدثت فيها قصة أهل الكهف
- دلاليا : تعني كلمة أهل : أصحاب أو عشيرة ، ويعني الكهف : المغارة أو البيت الموشوم في الجبل.
ويوحي العنوان بقصة الفتية التي وردت في القرآن الكريم لقوله تعالى : “ أَمْ حسِبْتَ أن أصحاب الكهف والرَّقيم كانوا من آياتنا عجباً، إذْ أوى الفتيةُ إلى الكهف، فقالوا: ربنا آتِنا من لدُنك رحمة وهيِّىء لنا من أمرنا رشَداً. فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً، ثم بعثناهم لنعلم أيَّ الحزبين أَحْصَى لِما لبثوا أمداً.” (الآيات : 9 – 10 – 11 – 12)
2- الصورة :
تمثل الصورة لوحة تركيبية تتضمن صورة لامرأة ذات نظرة تائهة ، كأنها لا تعرف أين تركز نظرها ربما لدهشتها أو لمشكل يشغل بالها ، وعلى رأسها تاج مما يدل على وضعيتها الاجتماعية (أميرة) ، وخلفها أشباح يدل عليهم مظهرهم الخارجي ، بالإضافة إلى جماعة من الأشخاص يرتدون زي المحاربين / الجنود.واختلاف اللونين في الصورة لعله يدل على اختلاف في الزمن الذي تمثله الشخصيات ، فلعل اشتراك المرأة مع الجنود في نفس اللون يدل على انتمائهما إلى نفس العصر ، في حين ينتمي الأشباح إلى فترة زمنية مختلفة.
إن تعدد وتنوع شخصيات الصورة واختلاف مظهرها الخارجي ، يساعدنا في الاقتراب تدريجيا من المضمون العام للمؤلف ، وافتراض نوعيته ، فالشخصيات تحضر في النصوص الحكائية.
أما علاقة الصورة بالعنوان فتتمثل في أن كلا منهما يحيل على الآخر ، فالصورة تحيل على العنوان لتضمنها شخصيات منها : الأشباح الذين يمثلون أهل الكهف. والعنوان بدوره يحيل على الصورة لأنه يشير إلى بعض شخصيات الصورة.
وتمة علاقة أخرى بينهما تتمثل في الصورة التي تتخذ شكلا دائريا كأنها مدخل للكهف.
3- العتبات الأخرى :
- في الصفحة الثالثة من المؤلف نجد قائمة بعناوين مؤلفات المؤلف (توفيق الحكيم) المنشورة باللغة العربية مرتبة حسب تاريخ صدورها.
- في الصفحة السادسة نجد عناوين الكتب التي نشرت للمؤلف باللغات الأجنبية.
- في الصفحة الحادية عشرة كتبت الآية القرآنية : “ فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً، ثم بعثناهم لنعلم أيَّ الحزبين أَحْصَى لِما لبثوا أمداً…”. ووروده في هذا المكان بالتحديد قبل الفصل الأول يدل على ارتباط أحداث المسرحية بها.
- في آخر المؤلف نجد بعض ما نشر عن مؤلف أهل الكهف في مختلف اللغات ، وآراء النقاد فيه.
ثانيا : القراءة التحليلية :
1- أحداث فصول المسرحية :
* أحداث الفصل الأول :
- استيقاظ الفتية من نومهم ، وإحساسهم بالضعف والإنهاك في أجسادهم
- تساؤلهم حول المدة الزمنية التي قضوها نياما داخل الكهف
- تكليف يمليخا بالخروج لإحضار طعام يطفئون به جوعهم
- خروج يمليخا ومقابلته أحد الصيادين
- فزع الصياد من المظهر الغريب ليمليخا وفراره بعد أن قدم له نقودا من عهد الملك ديقيانوس
- وصول الخبر إلى أهل المدينة عن طريق الصياد ومجيئهم إلى الكهف بحثا عن الكنز الذي اعتقد الصياد أن يمليخا يملكه
- فزع أهل المدينة من الفتية وخروجهم من الكهف هربا لإخبار الملك
* أحداث الفصل الثاني :
- وصول الخبر إلى الملك ، و إحساسه بالسعادة لظهور أهل الكهف في عهده لا سيما بعد أن أخبره غالياس بأنهم قديسون من زمن الملك ديقيانوس
- إحضار أهل الكهف إلى القصر واحتفاء الملك بقدومهم
- استئذان الملك ليسمح لهم بمغادرة القصر للاطمئنان على ما تركوه قبل نومهم (يمليخا : الأغنام) و (مرنوش : ابنه وزوجته)
- اكتشاف الراعي (يمليخا) حقيقة نومهم ، واحساسه بالصدمة ، مما دفعه إلى الرجوع للكهف وحيدا
* أحداث الفصل الثالث :
- انصدام مرنوش لموت ابنه وزوجته واكتشاف الحقيقة ثم رجوعه إلى القصر ليخبر مشلينيا بالخبر ، ويدعوه للاتحاق به في الكهف
- حزن مشلينا لموت أهل مرنوش ، ولكن لم يصدق أنهم ناموا ثلاثمائة عام.
- التقاؤه ببريسكا معتقدا أنها هي القديسة التي أحبها ، وتذكيرها بالعهد الذي قطعته على نفسها بأنها لن تتزوج سواه
- صده من طرف الأميرة دفعه إلى مغادرة القصر لكي يلتحق بصاحبيه في الكهف.
* أحداث الفصل الرابع :
- استيقاظهم بعد شهر من عودتهم للكهف وتحاورهم حول ما حدث معهم ، معتقدين أنه مجرد حلم.
- موت يمليخا ومورنوش وتشبث مشلينيا بالحياة
- مجيء بريسكا إلى الكهف واعترافها بحبها لمشلينيا الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد إحساسه بالسعادة والفرح.
- قرار بريسكا البقاء في الكهف ليغلق عليها رفقة القديسين وتموت معهم.
2- شخصيات المسرحية :
تضم مسرحية أهل الكهف مجموعة من الشخصيات أهمها : مشلينيا – مرنوش – يمليخاوالجدول التالي يوضح الأوصاف الجسمية والنفسية والاجتماعية لهذه الشخصيات :
الشخصيات
|
الأوصاف الجسمية
|
الأوصاف النفسية
|
الأوصاف الاجتماعية
|
- مشلينيا | لحية وأظافر طويلة ، وشكله غريب ومخيف ، كأنه شبح | مؤمن متخف - رومانسي – يؤمن بالعاطفة والقلب والوجدان – يحب بريسكا – وفي ومخلص في حبه | وزير للملك ديقيانوس ثم قديس بعد خروجه من الكهف |
- مرنوش | نفس الأوصاف الجسمية لسابقه | وفي لأسرته المسيحية ، ومتشوق لرؤية ابنه وزوجته ، شخصية عقلانية تؤمن بالعقل على خلاف مشلينيا الذي يؤمن بالقلب. | نفس الأوصاف الأوصاف الاجتماعية لسابقه |
- يمليخا | نفس الأوصاف الجسمية لسابقيه | متشوق إلى غنمه – شخص قنوع ومؤمن بقدره – أكثر الشخصيات الثلاث إيمانا بالمسيحية. | راعي أغنام ثم قديس بعد خروجه من الكهف |
- شخصيات تتسم بالقداسة والغرابة : مرنوش – مشلينيا – يمليخا - بريسكا
- شخصيات سلطوية : دقيانوس – الجنود
- شخصيات الحكمة والإرشاد : غالياس – الرهبان
3- الفضاء الزماني والمكاني للمسرحية :
الفضاء المكاني
|
الفضاء الزماني
|
* المكان العام : مدينة طرسوس * المكان الخاص : الكهف – القصر – بيت مرنوش – القبر حيث دفنت زوجته وابنه |
* زمن الحكم الوثني : وهو عصر ديقيانوس الملك الذي اقترف مذبحة في حق المسيحيين قبل ثلاثمائة سنة من استيقاظ أهل الكهف من نومهم. * زمن الحكم المسيحي : وهو عصر استيقاظ أهل الكهف من نومهم ، حيث صارت للمسيحية مكانتها وحفظت للمسيحيين كرامتهم وحريتهم. |