درس في الوطنية
كان ملكا، فكان قدوة بين الملوك، وكان زعيما، فكان مثالا بين الزعماء الثائرين، وكان بطلا مجاهدا، فكان رمزا بين الأبطال المجاهدين، وكان أبا رحيما، فكان نموذجا بين الرحماء. وكان عربيا مسلما، فكان قائدا في مقدمة القادة العرب والمسلمين.
ومن غريب أن تجتمع هذه الصفات في رجل واحد، وأن يكون فيها جميعا مثلا أعلى، ترنو إليه الأبصار تقديرا، وتعجب به إعجابا، وتهفو إليه النفوس احتراما وإكبارا، وتخفق لذكره القلوب حبا، وتعزه إعزازا عظيما، وتتعلق به الأرواح تمجيدا وتجله إجلالا.
ولي العرش شابا يافعا والمستعمر الغاشم، راسخة أقدامه، ضارية أنيابه، يحكم المغرب بقوته وجبروته، ويتسلط على أهله الأكرمين كل التسلط ببأسه وطاغوته، وإذا ارتفع صوت يعلن السخط أسكته، إذا كتب قلم يعبر عن الألم قصفه قصفات، وإذا نادت روح تشكو الظلم أخمدها.
وكان يستطيع أن يسكت على الضيم، وأن يستكين ويلين، وأن يعبث ويلهو، ولو أنه فعل لمد له العدو كل أسباب الحياة الغنية المترفة، ولأعانه على الإستمتاع بكل مباهج الدنيا وزخرفتها استمتاعا لم يستمتعه أحد من قبل.
كان وطنيا مخلصا قبل أن يكون ملكا، وكان زعيما مجاهدا قبل أن يكون حاكما، كان إذا اشتد بوطنه الظلم، فاضت بالألم جوانحه، إذا استبد بشعبه الضيق، طارت نفسه من الحزن، فعاش يكافح العدو وينافحه. هدفه الأسمى أن يرى وطنه العزيز وقد تطهر من دنس الاستعمار، وشعبه وقد تحرر من ربقة الإحتلال. ضحى بالملك وجاهه، وبالعرش وسلطانه، وقاسى وأسرته الكريمة من آلام النفي أشد ما يقاسي إنسان، وكان هذا الفداء هو النبراس الذي أضاء للمغاربة الطريق.
واندلعت نيران الثورة في كل مكان، ورفرفت روحه على ربوع المغرب وأنحائه، تقود الثورة كما كان يقودها هو بنفسه قبل منفاه، وأقض الشعب مضاجع المستعمرين، وأذاقهم العلقم حتى أحسوا بالهزيمة وألقوا السلاح ... وعاد الأسد إلى عرينه.
ولو أن ملكا عانى ما عاناه، لآثر السلامة بعد عودته وصانع، ولكنه عاد أقوى شكيمة، وأصلب عودا وأقوى على الكفاح روحا، وأشد على النضال عزيمة. وظل يعمل دائبا جاهدا إلى أن أصبح الأمل إرادة والحلم حقيقة، وكأنه كان وساعة تحقيق الهدف على موعد. فلم يكد يقترب اليوم الذي حدد لجلاء آخر جندي فرنسي عن أرض المغرب، حتى بلغ الكتاب أجله، وارتفعت روح البطل المجاهد إلى بارئها. فسلام على الملك العربي المسلم، والبطل المناضل المجاهد محمد الخامس يوم ولد، وسلام عليه يوم لبى نداء ربه، وسلام عليه يوم يبعث حيا.
ومن غريب أن تجتمع هذه الصفات في رجل واحد، وأن يكون فيها جميعا مثلا أعلى، ترنو إليه الأبصار تقديرا، وتعجب به إعجابا، وتهفو إليه النفوس احتراما وإكبارا، وتخفق لذكره القلوب حبا، وتعزه إعزازا عظيما، وتتعلق به الأرواح تمجيدا وتجله إجلالا.
ولي العرش شابا يافعا والمستعمر الغاشم، راسخة أقدامه، ضارية أنيابه، يحكم المغرب بقوته وجبروته، ويتسلط على أهله الأكرمين كل التسلط ببأسه وطاغوته، وإذا ارتفع صوت يعلن السخط أسكته، إذا كتب قلم يعبر عن الألم قصفه قصفات، وإذا نادت روح تشكو الظلم أخمدها.
وكان يستطيع أن يسكت على الضيم، وأن يستكين ويلين، وأن يعبث ويلهو، ولو أنه فعل لمد له العدو كل أسباب الحياة الغنية المترفة، ولأعانه على الإستمتاع بكل مباهج الدنيا وزخرفتها استمتاعا لم يستمتعه أحد من قبل.
كان وطنيا مخلصا قبل أن يكون ملكا، وكان زعيما مجاهدا قبل أن يكون حاكما، كان إذا اشتد بوطنه الظلم، فاضت بالألم جوانحه، إذا استبد بشعبه الضيق، طارت نفسه من الحزن، فعاش يكافح العدو وينافحه. هدفه الأسمى أن يرى وطنه العزيز وقد تطهر من دنس الاستعمار، وشعبه وقد تحرر من ربقة الإحتلال. ضحى بالملك وجاهه، وبالعرش وسلطانه، وقاسى وأسرته الكريمة من آلام النفي أشد ما يقاسي إنسان، وكان هذا الفداء هو النبراس الذي أضاء للمغاربة الطريق.
واندلعت نيران الثورة في كل مكان، ورفرفت روحه على ربوع المغرب وأنحائه، تقود الثورة كما كان يقودها هو بنفسه قبل منفاه، وأقض الشعب مضاجع المستعمرين، وأذاقهم العلقم حتى أحسوا بالهزيمة وألقوا السلاح ... وعاد الأسد إلى عرينه.
ولو أن ملكا عانى ما عاناه، لآثر السلامة بعد عودته وصانع، ولكنه عاد أقوى شكيمة، وأصلب عودا وأقوى على الكفاح روحا، وأشد على النضال عزيمة. وظل يعمل دائبا جاهدا إلى أن أصبح الأمل إرادة والحلم حقيقة، وكأنه كان وساعة تحقيق الهدف على موعد. فلم يكد يقترب اليوم الذي حدد لجلاء آخر جندي فرنسي عن أرض المغرب، حتى بلغ الكتاب أجله، وارتفعت روح البطل المجاهد إلى بارئها. فسلام على الملك العربي المسلم، والبطل المناضل المجاهد محمد الخامس يوم ولد، وسلام عليه يوم لبى نداء ربه، وسلام عليه يوم يبعث حيا.
د.جمل الدين الشيال . عن (( المطالعة الثانوية )) ج1
* بطاقة التعريف بالكاتب : [جمال الدين الشيال]
مراحل من حياته
|
أعماله
|
- ولد المؤرخ المصري جمال الدين الشيال سنة 1911م - حصل على الليسانس في التاريخ سنة 1936م ، وعلى دبلوم التربية وعلم النفس سنة 1938م - عمل في التدريس ، ثم استكمل دراسته التي توجها بالحصول على الدكتوراه في التاريخ سنة 1948م. - عين مستشارا ثقافيا بسفارة مصر بالمغرب عام 1964م. - عين عميدا لكلية الآداب بجامعة الإسكندرية سنة 1965م. - توفي سنة 1967م. | من مؤلفاته : - تاريخ الإسكندرية - تاريخ دمياط - قصة الكفاح بين العرب والاستعمار - قصة الاحتلال - الوثائق الفاطمية - دراسات في التاريخ الإسلامي |
أولا: ملاحظة النص واستكشافه:
1- العنوان : يتكون من ثلاث كلمات تكون فيما بينها مركبا إسناديا (مبتدأ + خبر شبه جملة).
2- بداية النص : تشير إلى الشخصية الرئيسية “ الملك” وتذكر أوصافه (زعيم – بطل – مجاهد – أب –عربي - مسلم)
3- نهاية النص : نلاحظ استمرار الكاتب في الحديث عن الشخصية الرئيسية نفسها بنفس الأوصاف السابقة (بطل – عربي – مسلم – مجاهد) وبأسلوب يفيد الدعاء (سلام على الملك…).
4- نوعية النص : سيرة غيرية ذات بعد وطني
ثانيا: فهم النص:
1- أنمي رصيدي :
- تهفو إليه النفوس : تميل إليه وتتمناه بقوة
- تجله : من أجل يجل الشخص إجلالا : رفعه إلى منزلة عليا
- يافعا : اسم فاعل من : يفع بمعنى : كان في بداية شبابه
- الغاشم : اسم فاعل من غشم بمعنى : كان ظالما ومعتد
2- الفكرة الحدث الرئيسي :
وصف المغفور له محمد الخامس ، واستعراض أهم محطات حياته.
ثالثا: تحليل النص:
1- يمزج النص بين السرد والوصف :
3- الشخصية الرئيسية داخل النص :
رابع: التركيب والتقويم:
يعبر الكاتب جمال الدين الشيال في هذا النص عن إعجابه بشخصية الملك محمد الخامس ، مستعرضا الصفات الخلقية التي جعلت منه قائدا مغربيا مسلما ، وقدوة لكل من يسعى لمقاومة العدو
* يتضمن النص قيما منها :
- قيمة تاريخية: فالنص وثيقة تاريخية يستعرض من خلالها الكاتب مرحلة بارزة من تاريخ المغرب وهي مرحلة الاستعمار ، والكفاح من أجل الحرية ونيل الاستقلال
- قيمة وطنية: تتجلى في الروح الوطنية لدى الملك والشعب.
1- العنوان : يتكون من ثلاث كلمات تكون فيما بينها مركبا إسناديا (مبتدأ + خبر شبه جملة).
2- بداية النص : تشير إلى الشخصية الرئيسية “ الملك” وتذكر أوصافه (زعيم – بطل – مجاهد – أب –عربي - مسلم)
3- نهاية النص : نلاحظ استمرار الكاتب في الحديث عن الشخصية الرئيسية نفسها بنفس الأوصاف السابقة (بطل – عربي – مسلم – مجاهد) وبأسلوب يفيد الدعاء (سلام على الملك…).
4- نوعية النص : سيرة غيرية ذات بعد وطني
ثانيا: فهم النص:
1- أنمي رصيدي :
- تهفو إليه النفوس : تميل إليه وتتمناه بقوة
- تجله : من أجل يجل الشخص إجلالا : رفعه إلى منزلة عليا
- يافعا : اسم فاعل من : يفع بمعنى : كان في بداية شبابه
- الغاشم : اسم فاعل من غشم بمعنى : كان ظالما ومعتد
2- الفكرة الحدث الرئيسي :
وصف المغفور له محمد الخامس ، واستعراض أهم محطات حياته.
ثالثا: تحليل النص:
1- يمزج النص بين السرد والوصف :
السرد
|
الوصف
|
- الاستعمار الفرنسي للمغرب - تولي محمد الخامس عرش المملكة المغربية - نضاله ضد الاحتلال - تعرضه للنفي - ثورة الملك والشعب - عودة الملك من منفاه إلى وطنه - استقلال المغرب - وفاة الملك محمد الخامس | - كان زعيما… – كان قدوة… – كان بطلا… – تعزه إعزازا… – تجله إجلالا… – كان وطنيا مخلصا… – كان زعيما مجاهدا… – كان عربيا مسلما… – كان أشد على النضال عزيمة – شاب يافع… – راسخة أقدامه ضارية أنيابه… |
الشخصية الرئيسية
|
علاقتها بالسارد
|
العامل المساعد
|
العامل المعرقل
|
محمد الخامس | السارد ≠ الشخصية الرئيسية | وطنيته + ثورة الشعب ضد المستعمر | المستعمر + النفي |
يعبر الكاتب جمال الدين الشيال في هذا النص عن إعجابه بشخصية الملك محمد الخامس ، مستعرضا الصفات الخلقية التي جعلت منه قائدا مغربيا مسلما ، وقدوة لكل من يسعى لمقاومة العدو
* يتضمن النص قيما منها :
- قيمة تاريخية: فالنص وثيقة تاريخية يستعرض من خلالها الكاتب مرحلة بارزة من تاريخ المغرب وهي مرحلة الاستعمار ، والكفاح من أجل الحرية ونيل الاستقلال
- قيمة وطنية: تتجلى في الروح الوطنية لدى الملك والشعب.