الغابة المفقودة
آمــنــت بـالـلـه وآيـاتــــه ------- أليس أن اللـه بـاريــهـا ؟!
تآلـفت فالماء من حولها --------- يرقص والطــير تغنيــها
من لقن الطير أناشيدها؟ ------- وعلـم الزهـر تآخـــــيـهـا ؟!
نسير من كهف إلى جدول ------ نكــتشف الأرض ونطويها
والنور عطر في تعاريجها ------ والعطر نور في حواشيها
لا غابتي اليوم كعهدي بها ------- ولا الـتي أحبـبـتها فـيهـا
ولا الندى در على عشبها -------- ولا الأقاحي في روابـيها
قد بدل الإنـسان أطوارها -------- واغتصب الطـيـر مآويهـا
وفـت بالـبارود جـلمودهـا ------- واجـتث بالـفـأس دوالـيها
وشاد من أحـجـارها قرية ------- سكانها الـنـاس وأهـلوها
كانـت تغـطـيـنا بأوراقـها -------- فـصارت الدور تغـطـيها !
إيليا أبوماضي . عن ديوان أبي ماضي . ص : 801 ، دار العودة 2002م
* ملاحظة النص واستكشافه :
1- العنوان : مركب وصفي يتكون من كلمتين تنتمي الثانية منهما إلى المجال السكاني ، ويوحي العنوان بدلالتين :
- حالة الغابة قبل الفقد
- حالة الغابة بعد الفقد
2- الصورتان المرفقتان بالنص :
- الصورة الأولى : تنسجم مع المقطع الأول من القصيدة ، وتدل على حالة الغابة قبل الفقد
- الصورة الثانية : تنسجم مع المقطع الثاني من القصيدة ، وتدل على حالة الغابة بعد الفقد
3- نوعية النص : قصيدة شعرية عمودية ذات بعد سكاني
* فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :
- لهفة النفس : تحسرها وندمها الممزوج بالشوق
- نطويها : نطوي الأرض : نقطع مسافاتها
- در : لؤلؤ . ج : درر
- روابيها : الروابي : ج : ربوة وهي المكان المرتفع من الأرض
- دواليها : مفردها دالية وهي شجرة العنب
2- الفكرة المحورية :
يصف الشاعر حالة الغابة قبل فقدها ويتأسف لما آل إليه حالها بعد تدميرها من طرف الإنسان
* تحليل النص :
1- الأفكار الأساسية :
- الفكرة 1 : وصف الغابة قبل الفقد باعتبارها مكانا للجمال والمحبة والتناسق والحياة
- الفكرة 2 : وصف الغابة بعد الفقد باعتبارها مكانا للفراق والابتعاد والقبح والاختلاف
2- الألفاظ والعبارات الدالة على حالة الغابة قبل الفقد وبعده :
ما يدل على حالة الغابة قبل الفقد
|
ما يدل على حالة الغابة بعد الفقد
|
تآلفت – الماء من حولها – الطير تغنيها – الزهر – الجدول – الأرض – العطر… | - لا الندى در – لا الأقاحي في روابيها – اجتث بالفأس – صارت الدور تغطيها … |
معجم الطبيعة
|
معجم العاطفة والوجدان
|
غابة – الماء – الطير – الزهر – كهف – جدول – الأرض – النور – الندى – عشبها – الأقاحي – روابيها – جلمود – دوالي – أوراق | لهفة النفس – نلتقي فيها - أحببتها – آمنت - نسير – نكتشف – نطوي… |
* التركيب والتقويم :
يعالج الشاعر إيليا أبو ماضي في هذه القصيدة موضوع “تدمير الغابات” وذلك من خلال تحسره على فقدان غابة كانت مكانا للجمال و التناسق واللقاء بمحبوبته ، حيث يتذكر الأيام الرائعة التي قضاها هناك . لكن يد الإنسان امتدت للغابة ودمرتها واجتثت أشجارها وأقامت مكانها بنايات من الإسمنت تحطمت معها حياة الشاعر وانتهت قصة عشقه .
يتضمن النص قيمة سكانية تتجلى في الأضرار التي يلحقها الإنسان ببيئته من خلال تدمير الغابات والزحف العمراني