المجال الأخضر
تمثل الطبيعة (الماء ، الخضرة ، الجبال…) في البيئة الحضرية العمرانية الروح النابضة للحياة ، ولا يمكن تصور الحياة من دون طبيعة أو اشجار أو هواء نقي وضوء شمس ، وكلما قويت عناصر الطبيعة في المناطق العمرانية وكانت المسيطرة ، كلما تحقق مستوى عال من البيئة الصحية داخل هذه المدن أو المناطق.
ويمكن إيجاز الفوائد المتعددة للحدائق والمسطحات الخضراء فيما يلي :
1- الفوائد الصحية والبيولوجية :
للمسطحات الخضراء أثرطيب على صحة الإنسان ، لذا فقد سميت ((الخضرة الصحية)) ،وهذا يرجع إلى العملية البيولوجية التي يقوم بها النبات الناتجة عن عملية التمثيل الضوئي ، حيث يحتاج النبات في هذه العملية إلى ثاني أكسيد الكربون الناتج عن مخلفات الإنسان والحيوان ، وينتج الأكسجين النقي اللازم لتنفس الإنسان والكائنات الحية الأخرى.
وللتشجير والمسطحات الخضراء دور مهم في المناطق الصناعية المتاخمة للمناطق السكنية مع وضع مسطحات خضراء أحزمة واقية وفاصلة.
وللنباتات فاعلية كبيرة في تقليل الضوضاء ، ويتوقف ذلك على عدة عوامل منها ما يتعلق بالنباتات ، من حيث النوع والارتفاع والكثافة ومكان زراعتها ، وقد وجد أن المنطقة المزروعة على جانبي الشوارع تعمل على امتصاص وتشتيت الضوضاء.
2- الفوائد المناخية :
للمناطق الخضراء والنباتات تأثير مباشر في الحماية من عوامل المناخ وتلطيف الجو خاصة في المناطق الحارة حيث لها قدرة على امتصاص الحرارة وعدم إشعاعها مرة أخرى.
كما أن للأشجار والنباتات تأثير مضاد في تقليل سرعة التيارات الهوائية غير المرغوب فيها والعواصف الترابية ، حيث تستعمل مصدات للرياح وبتشكيلات وبنوعيات خاصة ، توزع في صفوف متقاربة في الجهات المعرضة لتيارات الرياح الشديدة ، كما تساعدالمناطق الخضراء على تخفيف حدة الجفاف في المناطق الجافة والصحراوية بزيادة الرطوبة النسبية ، وذلك بتبخر المياه الناتج عن عمليات الري وعملية البخر التي تقوم عليها النباتات الخضراء.
3- الفوائد الجمالية والاجتماعية :
إن وجود الحدائق بالمساكن والمباني الخاصة أو وجود المناطق الخضراء بالمدن اتجاه حضاري وجمالي نبه إليه القرآن الكريم في العديد من ىياته ، حيث يقول سبحانه وتعالى : ((أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها . آإله مع الله بل هم قوم يعدلون)) ، (الآية 60 – النمل).
من هذا المنطلق يجب ألا ينظر إلى محاولات إنبات الحدائق على أنها رفاهية ، فوظائفها الاجتماعية كثيرة ، منها العمل على إيجاد تقارب بين الناس والتقائهم بعضهم مع بعض…
العمارة الإسلامية والبيئة ، كتاب عالم المعرفة ، عدد 304 يونيو 2004 – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت : ص 208 – 209
*ملاحظة النص واستكشافه :
يتكون النص من عنوان رئيسي وثلاثة عناوين فرعية ، نلاحظ أن موضوع العنوان الرئيسي ينتمي إلى المجال البيئي ، ونلاحظ أيضا تكرار لفظة (الفوائد) وترددها في كل العناوين الفرعية..مما يساعدنا على اقتراح عنوان آخر /بديل وأكثر اختزالا لمضمون النص على الشكل التالي ((فوائد المجال الأخضر))
وبصيغة أخرى يمكننا أن نسجل الملاحظات التالية :
1- العنوان : مركب وصفي يتكون من كلمتين تنتميان إلى مجال النص (المجال السكاني / البيئي)
2- بداية النص : لم يتكرر فيها عنوان النص بلفظه ، ولكنها اشتملت على ألفاظ تنتمي إلى الحقل المعجمي نفسه (الطبيعة – الماء – الخضرة – الجبال – البيئة – أشجار…)
3- نهاية النص : تنسجم هي ايضا مع عنوان النص وتلتقي معه في عباراة ((إنبات الحدائق)) وتشير إلى الوظائف الكثيرة للحدائق وتنتهي بنقط الحذف مما يدل على أن وظائف المجال الأخضر وفوائده كثيرة ولايمكن حصرها في بضعة أمثلة فقط
4- نوعية النص : مقالة تفسيرة ذات بعد بيئي / سكاني.
* فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :
- التمثيل الضوئي : تحويل الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية تستخدمها النباتات الخضراء في تثبيت ثاني أكسيد الكربون الذي يكون مع الماء الممتص من التربة عن طريق الجذور مواد كربوهيدراتية بسيطة ذات طاقة عالية، وتسم هذه العلمية بالتميثل الضوئي photosynthesis
- المتاخمة : المجاورة ، المحادية والملاصقة
- مصدات : حواجز وموانع.
2- الفكرة المحورية :
أهمية المجال الأخضر وفوائده الصحية والبيولوجية والمناخية والجمالية والاجتماعية
* تحليل النص :
1- الافكار الأساسية :
أ- أهمية الطبيعة ومكانتها في حياة الإنسان العمرانية والصحية.
ب- دور المجال الأخضر في تزويد الإنسان بالأكسجين اللازم للتنفس ، و حمايته من الضوضاء.
ج- تساهم المجالات الخضراء في تلطيف الجو و صد الرياح والعواصف والتخفيف من حدة الجفاف
د- للحدائق دور جمالي واجتماعي حيث تحقق متعتي التزيين والتقارب بين الناس.
2- الحقول الدلالية :
المعجم الجغرافي | المعجم البيولوجي |
الجبال – المسطحات الخضراء – المنطقة المزروعة – المناخ – التيارات الهوائية – الجفاف – المناطق الجافة والصحراوية – الرطوبة… | العملية البيولوجية – تنفس – التمثبل الضوئي – ثاني أكسيد الكربون – أكسجين – الكائنات الحية – امتصاص… |
الدلالة : المعجمان الجغرافي والبيولوجي يختزلان الفوائد البيئية للمجال الأخضر ، حيث يمكن اختزال كل الفوائد التي ذكرت في النص في فائدتين : فائدة بيولوجية وفائدة جغرافية
3- ملامح الخطاب الحجاجي داخل النص :
الفكرة المرفوضة | الحجج والبراهين | الفكرة المقترحة |
المجالات الخضراء مجرد رفاهية حيث يقول الكاتب في نهاية النص : ((من هذا المنطلق يجب ألا ينظر إلى محاولات إنبات الحدائق على أنها رفاهية …)) | - حجة نقلية من القرآن الكريم : (الآية 60 من سورة النمل) - حجة علمية من علم الأحياء : (التمثيل الضوئي…) - حجة علمية من علم الفيزياء : (امتصاص الحرارة – تبخر المياه…) | المجالات الخضراء لها عدة فوائد ووظائف |
* التركيب والتقويم :
للطبيعة دور كبير في حياة الإنسان الحضرية والبيئية ، وتؤدي المجالات الخضراء للطبيعة عدة وظائف تتمثل في الفوائد الكثيرة التي تقدمها للإنسان وبيئته ، أول هذه الفوائد يتجلى في تزويد الإنسان بالأكسجين اللازم للتنفس ، وحمايته من الضوضاء ، وثانيها صد الرياح والعواصف والتخفيف من حدة الجفاف ، ولا يتقوف الأمر عند هذا الحد فحسب ، إذا تؤدي المجالات الخضراء وظيفة جمالية تتمثل في تزيين المساكن والفضاءات العمومية ، ووظيفة اجتماعية لأنها تساهم في اتحقيق التقارب بين أفراد المجتمع في هذه الأماكن التي تعتبر المتنفس في ظل الزعف العمراني / الإسمني الرهيب.
يتضمن النص قيمة بيئية تتمثل في أهمية المجال الأخضر في البيئة ، وأثره الإيجابي على البيئة الصحية للإنسان.