المجتمع المدني
اكتسب المجتمع المدني في السنوات الأخيرة أهمية كبرى في مجال السياسات الدولية، وبخاصة بعد الأحداث العنيفة والتظاهرات الصاخبة التي صاحبت انعقاد بعض المؤتمرات الدولية حول الأوضاع الاقتصادية في العالم (كما حدث في سياتل وغيرها من المدن). ومع أنه لا يكاد يوجد شك حول الدور المهم الذي يضطلع به المجتمع المدني في الدول المتقدمة، أو الدور الذي يمكن أن يقوم به في
التعريف بأصول الديموقراطية ومبادئها التي يجب أن تسود مجتمعات العالم الثالث، فإن ثمة بعض التساؤلات ، حول مدى أحقية كثير من المؤسسات المدنية في الادعاء بأنها تتكلم باسم المجتمع المدني، وتزعم أنها تمثل شرائح أو فئات معينة من الناس ، وتعطي نفسها الحق في الدفاع عن مصالحهم والمطالبة بحقوقهم. إلا أن هذه التساؤلات والشكوك لا تمنع من أن المجتمع المدني يحقق، وبصفة مطردة، مكاسب متزايدة في مجال توجيه السياسات العالمية، وأن آراء ومواقف مؤسساته تؤخذ في الاعتبار بشكل صريح أو مستتر أثناء مناقشة القوانين والتشريعات والاتفاقات الدولية، وذلك على الرغم من ان المجتمع الدولي ليس، في ظاهره على الأقل، سوى مجرد شبكة من العلاقات والروابط والارتباطات غير الرسمية التي أفلحت في أن تؤلف كيانا مستقلا ومتمايزا عن النظم الحكومية والمؤسسات الاقتصادية الكبرى المهيمنة على سياسات العالم واقتصادياته.
ولقد حققت مؤسسات المجتمع المدني المتمثلة في المنظمات الأهلية غير الحكومية كثيرا من النتائج الباهرة ، في عدد من المجالات الحيوية التي لها صلة مباشرة بحياة الإنسان، مثل مشكلات البيئة وحقوق الإنسان، وبخاصة فيما يتعلق بالتمييز العرقي، وحقوق الأقليات ، ووضع المرأة ، وحماية المستهلك، والتصدي للفساد وغيرها. ولكن هذا لا يعني أن المجتمع المدني مرادف للجمعيات الأهلية أو غير الحكومية العاملة في هذه المجالات. فالمفهوم أوسع من هذا بكثير، ويشمل - كما يرى الكثيرون - كل التنظيمات والمؤسسات المستقلة عن الدولة بما في ذلك الأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات العمالية والمهنية، بل والنوادي الرياضية والاجتماعية، مما يدل على مدى اتساع وتنوع الأنشطة والخدمات التي يقوم بها المجتمع المدني ، والدور الذي يؤديه للارتقاء بأعضاء المجتمع والجنس البشري بوجه عام، فضلا عن دوره في ممارسة الضغوط على الدولة للاهتمام بتلك الأمور، إلى جانب المطالبة باسم الشعوب بالمشاركة في اتخاذ القرار وتنفيذه تحقيقا لمبادئ الديموقراطية وأصول الحكم الديموقراطي. فأنشطة المجتمع المدني أنشطة طوعية تختلف من هذه الناحية اختلافا جوهريا عن أنشطة الحكومات، كما تختلف عن الأنشطة الاقتصادية والمالية المتعلقة بأخلاقيات السوق لأنها أنشطة تبحث وراء الخير والصالح العام وليس وراء الربح المادي.
ولكن الأمر يبدو مختلفا عن ذلك تماما في رأي بعض الباحثين في شؤون المجتمع المدني والمهتمين بما سوف يكون عليه الوضع في المستقبل، خاصة أن هناك بعض الدلائل التي تُؤخذ مؤشرات على تراجع المجتمع المدني في الدول الغربية ذاتها، وقصور مؤسساته عن أداء واجبها في كثير من دول العالم ، وخروج أخرى وانحرافها عن متابعة تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها.
2- بداية النص : أول ما نلاحظه في بداية النص هو تكرار العنوان ، مما يدل على أهميته ، وهذا ما تشير إليه العبارة الواردة في السطر الأول (اكتسب المجتمع المدني في السنوات الأخيرة أهمية كبرى...).
3- نهاية النص : يجد العنوان صداه أيضا في نهاية النص ، حيث تكرر بلفظه كاملا ، ولكن هذه المرة مع عبارات تدل على الإهمال وتراجع الأهمية (تراجع المجتمع المدني... - قصور مؤسساته - خروج... - انحراف...).
4- نوعية النص : مقالة تفسيرية ذات بعد اجتماعي
- صريح : واضح ومباشر لا غموض فيه.
- قصور : عجز وضعف في القيام بالشيء
ب- المجتمع المدني منظمة تطوعية مستقلة تقوم بالعديد من الأنشطة لصالح المجتمع ، وقد حققت منظمات المجتمع المدني الكثير من المكاسب المتعلقة بالإنسان وحقوقه وبيئته.
ج- رغم كل المكاسب التي حققتها إلا أن هناك دلائل تؤشر على تراجع المجتمع المدني في القيام بكثير من واجباته.
- وظيفته ومجالات نشاطه : يضطلع المجتمع المدني بمهمة تمثيل الشعب والدفاع عن حقوقه وإيصال صوته إلى الحكومات. ويقوم بعدة أنشطة في مجال الدفاع عن الإنسان وحماية حقوقه وبيئته. كالدفاع عن حقوق الأقليات ، ومناهضة الميز العنصري ، والتضامن مع النساء المضطهدات وحماية المستهلك والتصدي للفساد ...إلخ
- المحاذير التي ينبغي أن يتجنب السقوط فيها : التراجع في الدفاع عن حقوقه - القصور عن اداء الواجب - الخروج والانحراف عن متابعة تحقيق الأهداف.
* يتضمن النص قيمة اجتماعية وأخرى حقوقية.
وتتجلى القيمتان في التضامن بين أفراد المجتمع وتكافلهم الاجتماعي من خلال التطوع والتكثل في منظمات اجتماعية. من أجل الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة.
التعريف بأصول الديموقراطية ومبادئها التي يجب أن تسود مجتمعات العالم الثالث، فإن ثمة بعض التساؤلات ، حول مدى أحقية كثير من المؤسسات المدنية في الادعاء بأنها تتكلم باسم المجتمع المدني، وتزعم أنها تمثل شرائح أو فئات معينة من الناس ، وتعطي نفسها الحق في الدفاع عن مصالحهم والمطالبة بحقوقهم. إلا أن هذه التساؤلات والشكوك لا تمنع من أن المجتمع المدني يحقق، وبصفة مطردة، مكاسب متزايدة في مجال توجيه السياسات العالمية، وأن آراء ومواقف مؤسساته تؤخذ في الاعتبار بشكل صريح أو مستتر أثناء مناقشة القوانين والتشريعات والاتفاقات الدولية، وذلك على الرغم من ان المجتمع الدولي ليس، في ظاهره على الأقل، سوى مجرد شبكة من العلاقات والروابط والارتباطات غير الرسمية التي أفلحت في أن تؤلف كيانا مستقلا ومتمايزا عن النظم الحكومية والمؤسسات الاقتصادية الكبرى المهيمنة على سياسات العالم واقتصادياته.
ولقد حققت مؤسسات المجتمع المدني المتمثلة في المنظمات الأهلية غير الحكومية كثيرا من النتائج الباهرة ، في عدد من المجالات الحيوية التي لها صلة مباشرة بحياة الإنسان، مثل مشكلات البيئة وحقوق الإنسان، وبخاصة فيما يتعلق بالتمييز العرقي، وحقوق الأقليات ، ووضع المرأة ، وحماية المستهلك، والتصدي للفساد وغيرها. ولكن هذا لا يعني أن المجتمع المدني مرادف للجمعيات الأهلية أو غير الحكومية العاملة في هذه المجالات. فالمفهوم أوسع من هذا بكثير، ويشمل - كما يرى الكثيرون - كل التنظيمات والمؤسسات المستقلة عن الدولة بما في ذلك الأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات العمالية والمهنية، بل والنوادي الرياضية والاجتماعية، مما يدل على مدى اتساع وتنوع الأنشطة والخدمات التي يقوم بها المجتمع المدني ، والدور الذي يؤديه للارتقاء بأعضاء المجتمع والجنس البشري بوجه عام، فضلا عن دوره في ممارسة الضغوط على الدولة للاهتمام بتلك الأمور، إلى جانب المطالبة باسم الشعوب بالمشاركة في اتخاذ القرار وتنفيذه تحقيقا لمبادئ الديموقراطية وأصول الحكم الديموقراطي. فأنشطة المجتمع المدني أنشطة طوعية تختلف من هذه الناحية اختلافا جوهريا عن أنشطة الحكومات، كما تختلف عن الأنشطة الاقتصادية والمالية المتعلقة بأخلاقيات السوق لأنها أنشطة تبحث وراء الخير والصالح العام وليس وراء الربح المادي.
ولكن الأمر يبدو مختلفا عن ذلك تماما في رأي بعض الباحثين في شؤون المجتمع المدني والمهتمين بما سوف يكون عليه الوضع في المستقبل، خاصة أن هناك بعض الدلائل التي تُؤخذ مؤشرات على تراجع المجتمع المدني في الدول الغربية ذاتها، وقصور مؤسساته عن أداء واجبها في كثير من دول العالم ، وخروج أخرى وانحرافها عن متابعة تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها.
د. أحمد أبو زيد . العربي . العدد 550 ، ص 26 إلى 29 (بتصرف)
أولا : ملاحظة النص واستكشافه.
1- العنوان : من الناحية التركيبية يتكون العنوان من كلمتين تكونان فيما بينهما مركبا وصفيا، ومن الناحية المعجمية ينتمي إلى المجال الاجتماعي ، أما من الناحية الدلالية فيدل على مجموعة من أفراد المجتمع المنتظمين بشكل تطوعي في إطار مؤسسات غير حكومية وغير ربحية قصد الدفاع عن مصالح المجتمع في مجالات مختلفة.2- بداية النص : أول ما نلاحظه في بداية النص هو تكرار العنوان ، مما يدل على أهميته ، وهذا ما تشير إليه العبارة الواردة في السطر الأول (اكتسب المجتمع المدني في السنوات الأخيرة أهمية كبرى...).
3- نهاية النص : يجد العنوان صداه أيضا في نهاية النص ، حيث تكرر بلفظه كاملا ، ولكن هذه المرة مع عبارات تدل على الإهمال وتراجع الأهمية (تراجع المجتمع المدني... - قصور مؤسساته - خروج... - انحراف...).
4- نوعية النص : مقالة تفسيرية ذات بعد اجتماعي
ثانيا : فهم النص.
1- الإيضاح اللغوي :
- يضطلع : يتكلف بعمل ما ويأخذ زمام المسؤولية في القيام به.- صريح : واضح ومباشر لا غموض فيه.
- قصور : عجز وضعف في القيام بالشيء
2- الفكرة المحورية :
التعريف بالمجتمع المدني ، وإبراز أهميته وأدواره ، والمكاسب التي حققها ، والمشاكل التي تواجهه.ثالثا : تحليل النص.
1- الأفكار الأساسية :
أ- تكمن أهمية المجتمع المدني في توجيه السياسة العالمية والدفاع عن مصالح أفراد المجتمع بشكل تطوعيب- المجتمع المدني منظمة تطوعية مستقلة تقوم بالعديد من الأنشطة لصالح المجتمع ، وقد حققت منظمات المجتمع المدني الكثير من المكاسب المتعلقة بالإنسان وحقوقه وبيئته.
ج- رغم كل المكاسب التي حققتها إلا أن هناك دلائل تؤشر على تراجع المجتمع المدني في القيام بكثير من واجباته.
2- الألفاظ والعبارات الدالة على المجال الاجتماعي :
[المجتمع المدني - مجتمعات العالم الثالث - شرائح - فئات - المجتمع الدولي - الأقليات - الإنسان - الجمعيات الأهلية - الحركات الاجتماعية - أعضاء المجتمع - الجنس البشري - شؤون المجتمع...]3- المقارنة بين المجتمع المدني والحكومات
المجتمع المدني
|
الحكومات
|
|
أوجه التشابه | - كلاهما يضطلع بمهمة تمثيل الشعوب | |
أوجه الاختلاف | - تمثيل تطوعي لأفراد المجتمع - توجيه سياسة الحكومات - الضغط على الحكومات للاهتمام بحقوق الشعوب |
- تمثيل انتخابي لأفراد المجتمع - تنفيذ سياستها وبرنامجها الانتخابي |
رابعا : التركيب والتقويم.
- مفهوم المجتمع المدني : هو مؤسسة تطوعية مستقلة تتكون من مجموعة من الأفراد المنتظمين في إطار منظمة تختلف عن المنظمات الحكومية وتسعى إلى الخير والصالح العام- وظيفته ومجالات نشاطه : يضطلع المجتمع المدني بمهمة تمثيل الشعب والدفاع عن حقوقه وإيصال صوته إلى الحكومات. ويقوم بعدة أنشطة في مجال الدفاع عن الإنسان وحماية حقوقه وبيئته. كالدفاع عن حقوق الأقليات ، ومناهضة الميز العنصري ، والتضامن مع النساء المضطهدات وحماية المستهلك والتصدي للفساد ...إلخ
- المحاذير التي ينبغي أن يتجنب السقوط فيها : التراجع في الدفاع عن حقوقه - القصور عن اداء الواجب - الخروج والانحراف عن متابعة تحقيق الأهداف.
* يتضمن النص قيمة اجتماعية وأخرى حقوقية.
وتتجلى القيمتان في التضامن بين أفراد المجتمع وتكافلهم الاجتماعي من خلال التطوع والتكثل في منظمات اجتماعية. من أجل الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة.