معضلات عالمية
من عشر سنوات مضت، كان الناس متفائلين متطلعين إلى آمال عظيمة، غير أن أوضاع العالم قد تدهورت بشكل ملحوظ، وأن الاتجاهات المدمرة تزداد قوة في ثبات وفي انتظام. وإذا نظرنا إلى المحاولات العلمية والتكنولوجية، فإننا نجد أنها أحرزت تقدما في جميع الجبهات، غير أننا نلحظ انعدام التنسيق، وسوء التوزيع لهذه المنجزات على المستوى العالمي، مما أدى إلى ما خلفته منمشكلات كان أكثر مما قدمته من حلول، ونجد في الوقت نفسه أن هناك مشكلات لها طبيعة سياسية واجتماعية وسيكولوجية، تظل تظهر من آن لآخر، وتتشابك كلها بصورة تجعل مصير الإنسان أكثر تعقدا، كما تجعل ظروفه تستمر وتتجه نحو التدهور.
من الواضح ان في نظام حياتنا أخطاء أساسية، فلم يحدث أن تمكنت البشرية حتى اليوم من ضمان الحدود الدنيا لمقومات الحياة لكل الناس. ولم يحدث أن أصبحت البشرية في سلام مع نفسها أو مع الطبيعة، وسنورد هنا من الحقائق والاتجاهات ما يكفي لإيضاح ما يحدث من تغيير في حياة الإنسان وظروفه.
ومن الظواهر العالمية الحالية أننا على غير وئام مع الطبيعة، مع العلم بأن مشكلتنا الكبرى معها ليست هي استنزاف المواد غير القابلة للتجدد، ذلك أنه بالرغم من إسرافنا في استخدامها، فإنه يمكن العثور عليها بكميات طيبة في قشرة الأرض، وبواطن المحيطات، وهنالك في الواقع موارد كثيرة نضبت محتوياتها، فأصبحت تكلفة استخراج محتوياتها وتحويلها مرتفعة لدرجة لا يمكن قبولها، ومن امثلة هذه الموارد : الأرض الزراعية، والطاقة، وقد كان الملح سببا من أسباب شن الحروب في يوم من الأيام، واليوم حلت الطاقة محل الملح، وربما كان الغذاء هو ملح الاقتصاد المعاصر، ومن أشد الأخطار المحققة التي نواجهها تلك التي تتعلق بالموارد المتجددة، ومثال ذلك التدهور السريع في الغابات الاستوائية المطيرة وزحف الصحاري وانقراض الحياة الحيوانية والنباتات البرية، فإذا استمرت هذه الأخطار فسوف يكون مصيرنا أن نخسر خسارة فادحة في مجالات المأوى والإسكان والبيئة والصحة ولون الحياة، بل في القدرة على البقاء والاستمرار. والسؤال الذي يطرح نفسه علينا الآن هو : هل من أمل في تغيير الاتجاه؟
* التعريف بالكاتب [ المهدي المنجرة ]
- ولد بالرباط سنة 1933م
- استكمل دراسته الجامعية بالولايات المتحدة الأمريكية
- عمل مستشارا وعضوا في العديد من المنظمات والأكاديميات الدولية
- حصل على العديد من الجوائز الوطنية والدولية
* أعماله:
أولا: ملاحظة النص واستكشافه:
ثانياً: فهم النص:
ثالثاً: تحليل النص:
أسباب المعضلات العالمية
|
مظاهرها
|
نتائجها
|
- تزايد الاتجاهات المدمرة للإنسان تجاه بيئته - انعدام التنسيق وسوء توزيع المنجزات العلمية على المستوى العالمي - العجز عن ضمان الحدود الدنيا لمقومات الحياة لكل الناس | - التزايد السكاني - عدم التواؤم مع الطبيعة | - أعباء لا قبل لنا بها - التدهور السريع لموارد الطبيعة - خسارة فادحة في مجالات المأوى والإسكان والبيئة … |