ما الحضارة؟
قيل : إن الحضارة هي محاولات الإنسان الاستكشاف والاختراع والتفكير والتنظيم والعمل على استغلال الطبيعة ، للوصول إلى مستوى حياة أفضل ، وهي حصيلة جهود الأمم كلها. وقد نراها أشمل وأعم ، إذ إنها تمثل الأفكار والمفاهيم التي يحملها الإنسان عنه وعن الكون والحياة ، والتي تبنى على أساسها حياته في كل مجالاتها.
… ويلمس الدارس هوة كبيرة فيما كتبه الغربيون عن تاريخ الحضارة الإنسانية ، لقد كتبوا عن منجزات الحضارة الصينية والهندية ، وأطنبوا في حديثهم عن ((المعجزة اليونانية)) ، ولأسباب سياسية ، أو دينية تعصبية ، أهملت الحضارة العربية الإسلامية من قبلهم ، ولم تعط حقها بحياد وموضوعية ، مع ان المنهج العلمي في البحث كاف لإنصاف الحضارة العربية الإسلامية ، وتصويب ما كتبوه ، وإنهاء النظر إلى الحضارة اليونانية باعتبارها حضارة أصيلة معجزة ، لأن الحضارة العربية القديمة في بلاد الرافدين ، وبلاد الشام ، ووادي النيل ، كانت نواة الحضارة اليونانية.
… ولا ننكر أن الحضارة العربية الإسلامية – في جانبها العلمي – اعتمدت في نموها وتطورها وازدهارها على حضارات سبقتها ، ولكنها – دون شك – واصلت العطاء ، وقدمت إلى بساط الحضارة أكثر مما طلب منها ، يقول (وليم أوسلر) : ((لئن أشعل العرب سراجهم من ثقافة اليونان ، فإنهم ما لبثوا أن أصبحو شعلة وهاجة ، استضاء بنورها أهل الأرض)).
…وإن ما ورثه المسلمون إلى أوربة يختلف كثيرا عما ورثوه من سابقيهم ، والمنهج العلمي أجل خدمة أسدتها الحضارة الإسلامية إلى العلم الحديث ، فاليونان اقتبسوا ونظموا وعمموا ووضعوا النظريات ، ولكن روح البحث والتدقيق والتحقق للوصول إلى المعرفة اليقينية ، وطرائق العلم الدقيقة ، والملاحظة الدائبة كانت غريبة على المزاج اليوناني ، والمسلمون هم أصحاب المنهج العلمي ، وأوربة مدينة بذلك إليهم : لقد قدم المسلمون أثمن هدية ، وهي طريقة البحث العلمي الصحيح التي مهدت أمام الغرب طرقه لمعرفة أسرار الطبيعة وتسلطه عليها اليوم.
وأمر طبعي ، أن تكون للحضارة رموز تعرف بها ، وركائز تقاس عليها ، وأهمها نظرتها إلى ((الإنسان)) وموقعه ومكانته في إطارها العام والخاص.
…لقد ترقت أدوات الإنسان وآلاته ووسائل معيشته في حضارة القرن العشرين ، ولكن…هل سمت هذه الحضارة بإنسانيته في عصر التقدم العلمي؟ لقد كان هذا التقدم على حساب الجانب الأخلاقي والروحي ، حتى قال الفيلسوف الإنكليزي (جود) فزعا : ((إن العلوم الطبيعية قد منحتنا القوة الجديرة بالآلهة ، ولكننا نستعملها بعقول الأطفال والوحوش)).
2- بداية النص : تقدم بداية النص جوابا عن السؤال الوارد في العنوان حيث نجد أن الحضارة هي ((محاولات الإنسان الاستكشاف والاختراع والتفكير والتنظيم والعمل على استغلال الطبيعة…))
3- نهاية النص : رغم أن العنوان لم يتكرر في نهاية النص إلا أننا نلاحظ فيها كلمة تتنافى والحضارة وهي كلمة ((الوحوش)) ، كما نلاحظ تكرار كلمة (( الطبيعة)) الواردة في بداية النص
4- نوعية النص : مقالة حجاجية ذات بعد حضاري.
- حيادية : موضوعية ، تجنب الذاتية
- سراج : مصباح منير
- ترقت : ارتفعت وتطورت
1- الفكرة المحورية :
مفهوم الحضارة ، وموقع الحضارة العربية الإسلامية وسط الحضارات الإنسانية.
أ- التعريف بالحضارة
ب- مكانة الحضارة العربية الإسلامية وسط الحضارات الأخرى.
ج- تقدم الإنسان حضاريا وانهياره أخلاقيا.
2- ملامح الخطاب الحجاجي في النص :
3- الألفاظ والعبارات الدالة على مجال النص :
- الحضارة – الاستكشاف – الاختراع – التفكير… – تاريخ الحضارة الإنسانية – الحضارة العربية الإسلامية – الحضارة اليونانية – نموها – تطورها – ازدهارها – ترقت أدوات الإنسان… – التقدم – هل سمت هذه الحضارة – التقدم العلمي – القوة…
* التركيب والتقويم :
يدافع الكاتب عن الحضارة العربية الإسلامية ، ويؤكد على الدور الكبير الذي قامت به هذه الحضارة في تاريخ الحضارات الإنسانية . حيث ساهمت في تطوير الحضارة الغربية من خلال ما خلفته من تراث علمي متين بمثابة هدية للحضارة الغربية التي اعتمدت عليه في تحقيق تطورها ، لذلك فهو يعيد الاعتبار لهذه الحضارة العربية الإسلامية التي تعرضت للتجاهل والإهمال من طرف بعض الكتاب الغربيين لاعتبارات سياسية أو دينية أو تعصبية.
يتضمن النص قيمة حضارية/ توعوية تتجلى في التحسيس بأهمية الحضارة الإنسانية عامة ، والحضارة العربية الإسلامية خاصة ، والتحذير من التدهور الأخلاقي الذي آلت إليه الحضارة الإنسانية في العصر الحديث.
… ويلمس الدارس هوة كبيرة فيما كتبه الغربيون عن تاريخ الحضارة الإنسانية ، لقد كتبوا عن منجزات الحضارة الصينية والهندية ، وأطنبوا في حديثهم عن ((المعجزة اليونانية)) ، ولأسباب سياسية ، أو دينية تعصبية ، أهملت الحضارة العربية الإسلامية من قبلهم ، ولم تعط حقها بحياد وموضوعية ، مع ان المنهج العلمي في البحث كاف لإنصاف الحضارة العربية الإسلامية ، وتصويب ما كتبوه ، وإنهاء النظر إلى الحضارة اليونانية باعتبارها حضارة أصيلة معجزة ، لأن الحضارة العربية القديمة في بلاد الرافدين ، وبلاد الشام ، ووادي النيل ، كانت نواة الحضارة اليونانية.
… ولا ننكر أن الحضارة العربية الإسلامية – في جانبها العلمي – اعتمدت في نموها وتطورها وازدهارها على حضارات سبقتها ، ولكنها – دون شك – واصلت العطاء ، وقدمت إلى بساط الحضارة أكثر مما طلب منها ، يقول (وليم أوسلر) : ((لئن أشعل العرب سراجهم من ثقافة اليونان ، فإنهم ما لبثوا أن أصبحو شعلة وهاجة ، استضاء بنورها أهل الأرض)).
…وإن ما ورثه المسلمون إلى أوربة يختلف كثيرا عما ورثوه من سابقيهم ، والمنهج العلمي أجل خدمة أسدتها الحضارة الإسلامية إلى العلم الحديث ، فاليونان اقتبسوا ونظموا وعمموا ووضعوا النظريات ، ولكن روح البحث والتدقيق والتحقق للوصول إلى المعرفة اليقينية ، وطرائق العلم الدقيقة ، والملاحظة الدائبة كانت غريبة على المزاج اليوناني ، والمسلمون هم أصحاب المنهج العلمي ، وأوربة مدينة بذلك إليهم : لقد قدم المسلمون أثمن هدية ، وهي طريقة البحث العلمي الصحيح التي مهدت أمام الغرب طرقه لمعرفة أسرار الطبيعة وتسلطه عليها اليوم.
وأمر طبعي ، أن تكون للحضارة رموز تعرف بها ، وركائز تقاس عليها ، وأهمها نظرتها إلى ((الإنسان)) وموقعه ومكانته في إطارها العام والخاص.
…لقد ترقت أدوات الإنسان وآلاته ووسائل معيشته في حضارة القرن العشرين ، ولكن…هل سمت هذه الحضارة بإنسانيته في عصر التقدم العلمي؟ لقد كان هذا التقدم على حساب الجانب الأخلاقي والروحي ، حتى قال الفيلسوف الإنكليزي (جود) فزعا : ((إن العلوم الطبيعية قد منحتنا القوة الجديرة بالآلهة ، ولكننا نستعملها بعقول الأطفال والوحوش)).
الدكتور شوقي أبو خليل . كلمة التقديم للترجمة العربية لكتاب ((قصة الحضارة)). تأليف : ول وايريل ديورانت
المجلد الأول . ط 1 ، 1992م . دار الجيل ، بيروت ، لبنان (بتصرف).
* ملاحظة النص واستكشافه :
1- العنوان : يتألف من كلمتين تكونان فيما بينهما مركبا اسناديا جاء بصيغة الاستفهام للدلالة على معنى الحضارة أو التعريف بالحضارة2- بداية النص : تقدم بداية النص جوابا عن السؤال الوارد في العنوان حيث نجد أن الحضارة هي ((محاولات الإنسان الاستكشاف والاختراع والتفكير والتنظيم والعمل على استغلال الطبيعة…))
3- نهاية النص : رغم أن العنوان لم يتكرر في نهاية النص إلا أننا نلاحظ فيها كلمة تتنافى والحضارة وهي كلمة ((الوحوش)) ، كما نلاحظ تكرار كلمة (( الطبيعة)) الواردة في بداية النص
4- نوعية النص : مقالة حجاجية ذات بعد حضاري.
* فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :- حيادية : موضوعية ، تجنب الذاتية
- سراج : مصباح منير
- ترقت : ارتفعت وتطورت
1- الفكرة المحورية :
مفهوم الحضارة ، وموقع الحضارة العربية الإسلامية وسط الحضارات الإنسانية.
* تحليل النص :
1- الأفكار الأساسية :أ- التعريف بالحضارة
ب- مكانة الحضارة العربية الإسلامية وسط الحضارات الأخرى.
ج- تقدم الإنسان حضاريا وانهياره أخلاقيا.
2- ملامح الخطاب الحجاجي في النص :
الأطروحة المدحوضة (المرفوضة)
|
عمليات البرهنة
|
الفكرة المقترحة / البديلة
|
إهمال الحضارة العربية الإسلامية من طرف الكتاب الغربيين ، وعدم تقدير دورها ومكانتها وسط الحضارات الإنسانية | - المنهج العلمي كاف لإنصاف الحضارة العربية الإسلامية - لأن الحضارة العربية القديمة….كانت نواة الحضارة اليونانية. - قولة وليم أوسلر : ((… فإنهم ما لبثوا أن أصبحوا شعلة وهاجة ، استضاء بنورها أهل الأرض)) -قدم المسلمون أثمن هدية ، وهي طريقة البحث العلمي الصحيح…. | - مساهمة الحضارة العربية الإسلامية في الارتقاء بالحضارة الإنسانية. |
- الحضارة – الاستكشاف – الاختراع – التفكير… – تاريخ الحضارة الإنسانية – الحضارة العربية الإسلامية – الحضارة اليونانية – نموها – تطورها – ازدهارها – ترقت أدوات الإنسان… – التقدم – هل سمت هذه الحضارة – التقدم العلمي – القوة…
* التركيب والتقويم :
يدافع الكاتب عن الحضارة العربية الإسلامية ، ويؤكد على الدور الكبير الذي قامت به هذه الحضارة في تاريخ الحضارات الإنسانية . حيث ساهمت في تطوير الحضارة الغربية من خلال ما خلفته من تراث علمي متين بمثابة هدية للحضارة الغربية التي اعتمدت عليه في تحقيق تطورها ، لذلك فهو يعيد الاعتبار لهذه الحضارة العربية الإسلامية التي تعرضت للتجاهل والإهمال من طرف بعض الكتاب الغربيين لاعتبارات سياسية أو دينية أو تعصبية.
يتضمن النص قيمة حضارية/ توعوية تتجلى في التحسيس بأهمية الحضارة الإنسانية عامة ، والحضارة العربية الإسلامية خاصة ، والتحذير من التدهور الأخلاقي الذي آلت إليه الحضارة الإنسانية في العصر الحديث.